TIMES BUTON, PROBOLINGGO – style="text-align:right">رغم أن الطقس الديني القديم هذا يعود إلى قرون من الزمان، فإن أبناء تنجر اليوم لا يقفون فقط حاملين القرابين إلى فوهة البركان، بل يحملون أيضاً هواتفهم الذكية، يقومون بتوثيق اللحظة، ويبثونها للعالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
بين الطقوس والكاميرات
تقول "ديا أيو لاراساتي"، طالبة جامعية من قبيلة تنجر، وهي ترتدي زيها التقليدي:
أردنا أن يرى العالم بأننا لسنا فقط نحفظ التراث، بل نعيشه وننقله بروح معاصرة. نحن نصور وننشر ونتحدث عن تقاليدنا بلغتنا الخاصة".
جيل "تنجر الجديد" يوثق عملية تقديم القرابين، الحوارات بين الكهنة التقليديين، وحتى خلف الكواليس لتحضيرات طقوس "كاسادا". كل ذلك يتحول إلى محتوى رقمي يتم تداوله عبر "إنستغرام"، "تيك توك"، و"يوتيوب".
حضور رقمي... وروح تقليدية
ورغم هذا الحضور الرقمي القوي، لا يبتعد هؤلاء الشباب عن جوهر الطقوس. لا تزال روح التضحية، والشكر، والتوازن مع الطبيعة حاضرة في كلماتهم وأفعالهم. يقول "باغوس ساتريا"، شاب من مالانغ يعود سنويًا إلى قريته للمشاركة في كاسادا:
أنا أؤمن أن التكنولوجيا ليست تهديدًا، بل وسيلة لحماية ما هو أعمق: روح تنجر نفسها.
التعليم كجسر بين الماضي والمستقبل
تلعب المدارس المحلية دورًا متزايدًا في دمج التعليم الثقافي التقليدي داخل المناهج الدراسية. يتم تعليم أساطير "رورو أنتنغ" و"جوكا سيغر"، وأهمية التوازن بين الإنسان والطبيعة، وكيف أن القرابين ليست مجرد طقوس، بل رمز للتناغم.
حتى في الجامعات، يظهر جيل من الباحثين الشباب من تنجر الذين يكتبون أطروحاتهم عن الهوية الثقافية، والديناميكيات الاجتماعية في مجتمعهم، وسبل الحفاظ على التراث في ظل التحولات الحديثة.
دعم حكومي ومجتمعي
تشجع الحكومة الإندونيسية هذه الجهود من خلال برامج الثقافة الرقمية، وتمكين المجتمعات التقليدية في قطاع السياحة الإيكولوجية. كما نظّمت وزارة الثقافة فعالية "سيمباه كاسادا بهومي هيلا-هيلا تنجر" كجزء من دعم رسمي للتقاليد التي تحولت إلى رأس مال رمزي وطني.
توازن بين الهوية والانفتاح
الجيل الجديد من تنجر يبرهن للعالم بأن التقاليد ليست عبئًا على الحاضر، بل مصدر إلهام. ففي ظل العولمة، لم تعد الهوية الثقافية مجرد زي تقليدي يُرتدى، بل مشروع وطني وشخصي يُبنى كل يوم، سواء في فوهة برومو أو في منشور رقمي عابر للقارات.
(*) وفي كل خطوة تخطوها أقدام الشباب فوق رمال برومو، يتردد صدى رسالة صامتة: نحن هنا، بين الجبل والإنترنت، نحفظ روح تنجر – وننقلها بثقة إلى المستقبل.
Artikel ini sebelumnya sudah tayang di TIMES Indonesia dengan judul: شباب تنجر في برومو: حماة التراث في عصر الرقمنة من خلال طقوس "يادنيا كاسادا"
Pewarta | : Yusuf Arifai |
Editor | : Imadudin Muhammad |